تستبعد مصادر مطّلعة في دير الزور، قيام الأميركيين و«قسد» بالعملية
الحسكة | عقدت القوات الأميركية، الموجودة في «قاعدة كونيكو» في ريف دير الزور الشمالي، اجتماعاً مع قيادات كل من «قسد» و«مجلس دير الزور العسكري» التابع لها، لبحث التحضيرات لشن عملية عسكرية تستهدف السيطرة على القرى السبع التي يسيطر عليها حالياً الجيش السوري شماليّ نهر الفرات، وهي: خشام ومراط والطابية والحسينية والصالحية ومظلوم وحطلة. ونشرت صفحات ومواقع إعلامية مدعومة من الأميركيين في دير الزور، معلومات عن أنه تم الاتفاق بالفعل على تفاصيل المعركة، لافتة إلى أنه «تم توزيع محاور القتال على ثلاثة، بهدف إنهاء المهمة في أسرع وقت ممكن»، وإلى أن المعركة سيُطلق عليها اسم «معركة العودة»، كونها «تأتي بناءً على طلب من أهالي ووجهاء المنطقة الذين يريدون العودة إلى تلك القرى»، على حدّ زعمها.
والواقع أن الحديث عن هذه العملية يأتي بعد نحو شهرين من مفاوضات تقودها واشنطن مع «قسد» لإقناع الأخيرة بضرورة القيام بعملية عسكرية محدودة في ريف دير الزور، تستهدف وقف هجمات فصائل المقاومة ضد القواعد الأميركية غير الشرعية، علماً أن هذه الفصائل اتخذت من قرى شماليّ نهر الفرات، والتي تربطها طرقات برية مع مناطق سيطرة «قسد» و«القواعد» الأميركية في ريف دير الزور، منطلقاً لهجماتها. وهكذا، يبدو أن المحاولات الأميركية الحثيثة للضغط على «قسد»، عبر قياديّي «مجلس دير الزور العسكري»، نجحت في إطلاق المعركة بمشاركة «المجلس» فقط، بعنوان إعادة أهالي القرى إليها.
وإزاء ما تقدّم، تستبعد مصادر مطّلعة في دير الزور، في حديثها إلى «الأخبار»، قيام الأميركيين و«قسد» بالعملية، معتبرةً أن الحديث عنها يأتي «في إطار الضغط الإعلامي لوقف هجمات المقاومة المتصاعدة ضدهم والتي تجاوزت الـ 20 استهدافاً خلال أقل من شهرين». وترى المصادر أن «ذريعة إعادة الأهالي إلى القرى السبع غير صحيحة، لأن معظم الأهالي عادوا إليها، وباتت العودة مفتوحة للجميع، حتى لمن يحتاجون إلى تسوية»، مشيرة إلى أن «محافظة دير الزور شهدت خلال السنوات الفائتة عودة عشرات الآلاف إلى قراهم وبلداتهم».
وفي الوقت نفسه، تؤكد المصادر «الجاهزية لحماية المنطقة من أيّ تهديدات، سواء من "قسد" أو "داعش"». وفيما سرت أنباء عن انسحاب القوات الروسية من منطقة القرى السبع، تؤكد المصادر أن تلك الأنباء «غير صحيحة»، وأن «القوات الروسية تواصل عملها بشكل معتاد، ومن المقرر أن توزع مساعدات على الأهالي غداً الأربعاء». وتلفت إلى أن «اللجنة الأمنية والعسكرية في دير الزور وقائد القوات الروسية في المحافظة عقدا اجتماعاً مع الوجهاء والأهالي بهدف تطمين هؤلاء إلى استمرار عمل القوات الروسية وجاهزية وحدات الجيش للتعامل مع أي طارئ».